Reviews

كثيرة هي الكتابات التي تصف الاعتلال الجسدي المرافق للتقدم في العمر. لكن قليلة جداً تلك التي تصف الاعتلال النفسي الذي لا يقل وجوده بطبيعة الحال مع التقدم في العمر ووصول الشخص إلى أرذله.
أجادت هذه الرواية الغريبة والكئيبة في وصف سايكولوجية عجوز في أيامه الأخيرة وكيف تتغير دوافعه وكيف ينكص الى عقد الطفولة المكبوتة في دهاليز اللاوعي.
العجوز بطل القصة يصيبه دافع جنسي استثنائي تجاه زوجة ابنه وقدمها بالخصوص، وهي تذكره بصورة أو بأخرى بقدم والدته أيام الطفولة، وبعد أن كانت متعه الوحيدة في آخر عمره تلذذ بطعام أو بول بلا حرقة أو ساعات من النوم، يصبح هائماً في زوجة ابنه بصورة مرضية ماسوخية جداً، حتى أنه يصرف عليها كل ذخيرة أيامه من أموال ويصبح كالطفل أمامها يبكي ويئن ويتلذذ عند صفعها له.
السؤال هو ما هي عقدنا التي ستظهر أواخر أعمارنا؟ إن الجواب يكمن في البحث عن ما كبتناه في أعماقنا منذ الطفولة، لأنه سيظهر بأبشع صوره آخر العمر. الفرصة الوحيدة هو إيجاد طريقة للتنفيس عن تلك العقد قبل فوات الأوان.
شخصياً أتمنى أن أموت بصحة جسدية ونفسية مقبولة، حتى لو خسرت سنين كثيرة من الحياة، بدلاً من الوصول إلى هكذا مراحل مؤلمة ومثيرة للشفقة ومحطة للكرامة.