A review by ghada_mohammed
أبي الذي أكره by عماد رشاد عثمان

informative inspiring reflective

4.5

 
هي ليست دعوة لتمرد جمعي و لا تحطيم للسلطة الأبوية قدر كونها ربتة على نفوس تنزف دون أن يقف لها العالم لحظة ليقول لها: (لك الحق في الألم.. و وجعك حقيقي، و ذلك هو الطريق للشفاء)


أسلوب الكاتب منمق جميل يشابه سرد القصص دون تكلف أو مساس بموضوعية النص. استفتح الكاتب بالتأكيد بأنه لا يعني كل الآباء و لا يساوي بين أخطاءهم/عيوبهم و بين الأذى (متعمد أو غير ذلك) و الإساءات التي يعني الكتاب بمناقشتها. انتقل بعد ذلك لطرح و تعريف أنواع هذه الإساءات التي تلحق بالأبناء من تخويف، و إهمال، و أذى جسدي، ثم عرض أساليب التكيّف المرضيّة التي يتبناها هؤلاء الأبناء ليتعايشوا مع واقعهم المرير من لعب دور الضحية، و الحكم على الآخرين، و اضطرابات العلاقات، مثبتاً إدعاءه أن صدمات الطفولة لا تتلاشى في الصغر و إنما تمتد لتؤثر على الإنسان البالغ ما لم يتم مواجهتها و تقصي العلاج. و أخيراً وضح الكاتب خطوات التعافي: من إعادة تأطير الإساءة، لمحاولة فهم المسيء مع أو بدون مسامحته، و مسامحة المساء إليه لنفسه و تقبلها.

في الخاتمة: كتاب ثري بالمعلومات، واضح في أسلوبه و طريقة عرضه. أحببت أسلوب الكاتب و صراحته في عرض الموضوع بداية بالعنوان الجريء و أخذه جانب الضحية في مجتمع كثيراً ما يبالغ بتقديس الآباء. أوصي به بشدة.