A review by meryemsaadouni
عائد إلى حيفا by غسان كنفاني

5.0

"أتعرفين ما الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.
و سألته زوجته متوترة بعض الشيء:
ماذا حدث لك يا سعيد؟
لا شيء. لا شيء أبدا. كنت أتساءل فقط. أفتش عن فلسطين الحقيقية. فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة.أكثر من ريشة طاووس.أكثر من ولد.أكثر من خرابيش على جدار السلم. كنت أقول لنفسي: ما هي فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهرية. و لا الصورة و لا السلم و لا الحليصة و لا خلدون، و مع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرء السلاح و يموت في سبيلها، و بالنسبة لنا أنا و أنت، مجرد تفتيش عن غبار الذاكرة، و انظري ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار...غبارا جديدا أيضا!"

الإنسان هو قضية، لكن أية قضية بالضبط، هذا هو السؤال المهم
و كنفاني كان قضية، قضية عادلة تماما، قضية تحمل سلاحها الفتاك، هذا الأخير الذي ساقه للموت، لكن القضية لم تمت، فقد انتقلت روحها إلى أدبه، تذكرنا بصاحبها دائما و تصرح معلنة أنه أحسن رعايتها في حياته، و أنها تدين له بالكثير.
صدق من قال أن من يقرأ لكنفاني يعرف جيدا لماذا ثم اغتياله
أوغاد ظنوا أنهم باغتيالهم للجسد سيغتالون الفكرة، و لم يعلموا لجهلهم أن الفكرة لا تموت.
القضية لا تموت!