You need to sign in or sign up before continuing.
Take a photo of a barcode or cover
إيش هذي العظمة؟!
ترددت كثيراً قبل أن أقرأ قصةً/روايةً لغير نجيب محفوظ، رغم هيامي بالأدب المصري بأنواعه، لم أستطع أن أجبر نفسي على قراءة روايةٍ لم يكتبها نجيب محفوظ، فتوفيق الحكيم لم يعجبني، والسباعي لم يُغرني بقراءة ما كتَب، وحقي لم يُثِر فضولي، وحلمي مراد -الذي لا أعْدل بترجمته أحداً- ما زالت قصته -عندما تحبّ امرأة- تنتقل من رفٍ إلى رفٍ دون أن تُفتَح.
أُغريتُ بيوسُف إدريس منذ أقل من يوم، وكيلَ له من المديح ما جعل الفضول يحيك في صدري حتى ذهبت اليوم والتقطت هذه وأخرى معها، وقُدِّرَ أن أنتظر في مكانٍ لمدةٍ لا بأس بها، فلم أجد رداً للقدر فانسَقتُ معه، وما ألذَّ ذاك الانسياق! شرَعتُ في قراءتها، دون أن أتوقع لحظةً أن أعيشَها بكل هذا العنفوان. كنت مع سناء، أشجعها من طَرفٍ خفيّ، ثم أصرخُ بها مذكّراً، وشعورٌ بالشفقة والعطف يجتاحني … كنت معها عند كل حافّة أجذبها بشدّة لئلا تهوي، مُكبراً فيها تلك الأَنَفَةْ، التي سحقها -وهذا الطبيعي مع أي نفسٍ بشريّة ضعيفة يغزوها الشرّ بخيله ورَجِلِه- يوسُف، واستخرجَ مني عند آخر جملةٍ قالتها سناء، صرخةَ مَن طُعنَ في صميم مبادئه بعد حربٍ ضروسٍ عليها .. كأني أنا الذي هَوَيتُ، كأني كنت محمد الجندي قُبيل عودته لطبيعته!
أسلوب يوسُف إدريس فريدٌ حقاً، طريقته في السرد كأنه ينظرُ من عَلٍّ إلى حياة سناء، ويصفها بكل دواخلها ممتعةٌ جذابة… جهاد/حوارات سناء مع نفسها موصوفةٌ بعبقرية فعلاً ونقله لمشاعرها لذيذٌ بكثرة تفاصيله.
بديعٌ في وصفه لنفسية المرأة والرجل، وعقليتهما، ونظرتهما للفساد والصلاح والرشد والغيّ.
تحليله لتسويغات الفساد التي تسوقها النفس الأَمّارة، بغية جرِّ صاحبها لـ«العيب»، مما يجب أن يُقرأ مراراً.
قد يَعيبُها عاميّة الحوارات بين الشخصيات، ولكنها قليلةٌ، يُغطيها حسنُ السرد.
منذ أَنْ قرأتُ الشاعر (المنفلوطي) لم تسكنّي روايةٌ بهذا العنف وبهذه السرعة.
جديرٌ بالقراءة… وفوراً.
ترددت كثيراً قبل أن أقرأ قصةً/روايةً لغير نجيب محفوظ، رغم هيامي بالأدب المصري بأنواعه، لم أستطع أن أجبر نفسي على قراءة روايةٍ لم يكتبها نجيب محفوظ، فتوفيق الحكيم لم يعجبني، والسباعي لم يُغرني بقراءة ما كتَب، وحقي لم يُثِر فضولي، وحلمي مراد -الذي لا أعْدل بترجمته أحداً- ما زالت قصته -عندما تحبّ امرأة- تنتقل من رفٍ إلى رفٍ دون أن تُفتَح.
أُغريتُ بيوسُف إدريس منذ أقل من يوم، وكيلَ له من المديح ما جعل الفضول يحيك في صدري حتى ذهبت اليوم والتقطت هذه وأخرى معها، وقُدِّرَ أن أنتظر في مكانٍ لمدةٍ لا بأس بها، فلم أجد رداً للقدر فانسَقتُ معه، وما ألذَّ ذاك الانسياق! شرَعتُ في قراءتها، دون أن أتوقع لحظةً أن أعيشَها بكل هذا العنفوان. كنت مع سناء، أشجعها من طَرفٍ خفيّ، ثم أصرخُ بها مذكّراً، وشعورٌ بالشفقة والعطف يجتاحني … كنت معها عند كل حافّة أجذبها بشدّة لئلا تهوي، مُكبراً فيها تلك الأَنَفَةْ، التي سحقها -وهذا الطبيعي مع أي نفسٍ بشريّة ضعيفة يغزوها الشرّ بخيله ورَجِلِه- يوسُف، واستخرجَ مني عند آخر جملةٍ قالتها سناء، صرخةَ مَن طُعنَ في صميم مبادئه بعد حربٍ ضروسٍ عليها .. كأني أنا الذي هَوَيتُ، كأني كنت محمد الجندي قُبيل عودته لطبيعته!
أسلوب يوسُف إدريس فريدٌ حقاً، طريقته في السرد كأنه ينظرُ من عَلٍّ إلى حياة سناء، ويصفها بكل دواخلها ممتعةٌ جذابة… جهاد/حوارات سناء مع نفسها موصوفةٌ بعبقرية فعلاً ونقله لمشاعرها لذيذٌ بكثرة تفاصيله.
بديعٌ في وصفه لنفسية المرأة والرجل، وعقليتهما، ونظرتهما للفساد والصلاح والرشد والغيّ.
تحليله لتسويغات الفساد التي تسوقها النفس الأَمّارة، بغية جرِّ صاحبها لـ«العيب»، مما يجب أن يُقرأ مراراً.
قد يَعيبُها عاميّة الحوارات بين الشخصيات، ولكنها قليلةٌ، يُغطيها حسنُ السرد.
منذ أَنْ قرأتُ الشاعر (المنفلوطي) لم تسكنّي روايةٌ بهذا العنف وبهذه السرعة.
جديرٌ بالقراءة… وفوراً.