4.0

إنه لمن الصعب أن تميّز ما هو بحلمٍ وما ليس بحلم، أو ما هو في وعي إنسانٍ ما، فكرة، وما ليس بفكرة. يرينا هيسّه الصورة الشاملة، المشبوكة في أرواحنا منذ الأزل لمّا تختلط علينا الرؤية بالتاريخ، دميان، الذي مثّل مرتكزًا ماديًّا للنفس، لا يمكن التحقق يقينًا منه، لكنه موجود في الباطن، منشورٌ عبر الزمن وفي تكويننا الخاص، وجوه كثيرة تعلو وجهه، وتتلاحم، حيث رحلتا العودة والذهاب تصبحان فيه الشيء ذاته.

هذه هي الصورة المثلى للروح؛ متعددة ووحدانية، عالقة في سرديات نهايات لا نهائية. حيث يتدفّق الناس إلى البراري المقفرة، حيث خلقوا في أرض يبحثون عن موجدها، متورّطين وآسين وموجوعين، منتظرين أن يكشف الرب عن نفسه. يحلمون بحياة مليئة بالتضحية والحب. يطمئنون أنفسهم في عالم يتهاوى، يضيئون، كشرارة عارية، حيث ليس هناك سوى العالم: مضاءً فقط، أو غير مضاء.