A review by hadjer_mosbah
سيكولوجية الجماهير by Gustave Le Bon

3.0

لطالما استهوتني كتب التنمية الذاتية، فأنا أحب قراءتها للغاية من أجل التعلم والتقدم في حياتي... أقرأ الروايات أيضا بغية المتعة والانفتاح على عوالم جديدة... أما اليوم فأنا أنتقل إلى مرحلة أخرى في قراءاتي من خلال هذا الكتاب، وأنا أشعر بالكثير من الحماس. إن أكثر ما ساعدني على اختيار الكتاب هو الأوضاع الحالية...
كتاب سيكولوجية الجماهير يصور لنا الجماهير ككتلة واحدة خاضعة لسيطرة النخاع الشوكي لا الدماغ مما يجعل وعيها اجمالا أقل من الفرد عقليا وفكريا، كون عقل الفرد داخل الجماعة معطل، بيد أن قوتها العظيمة تكمن في عاطفتها. وعلى هذا الأساس فكل شيء يعتمد على طريقة تحريكها أو تحريضها، مما يجعلها تقوم بأعمال بطولية أو العكس تماما من ذلك، فهي إما متطرفة للخير وإما للشر. ببساطة الفرد داخل الجماعة قد يلبس صفاتا بعيدة عنه تماما كفرد وذلك لسيطرة حالة انعدام المسؤولية وعدم التعرض للعقاب، فكل شيء خاضع للحظة الآنية والعاطفة المصاحبة لها.
كما ويبرز أن القائد ذو الهيبة الشخصية والذي يجيد التحكم بها هو ذلك الخطيب الذي يؤثر على مخيلتها، فهي لا تتأثر بالوقائع بقدر ما تتأثر بالصورة التي تعرض لها. فالجماهير لا تحب الحقيقة وتميل إلى الأوهام ومن هذا المنطلق كان القائد الذي تخضع له الجماهير هو الذي يمس عواطفها ويهيجها بعيدا عن كل ما هو منطقي مستعملا أقوى الكلمات والصور، خصوصا تلك التي يصعب تحديد معانيها كونها تمتلك قوة سحرية، معتمدا بشكل أساسي على التأكيد والتكرار. إضافة إلى أن أفكار الجماهير وعواطفها تنتقل بالعدوى تشبه الموضة، تلبسها فترة لتنتقل إلى أخرى. وعليه فإن هذا القائد يكون تابعا لخصائص هذه الجماهير ويلبس معتقداتها بعيدا عن الأفكار الشاذة وغير التقليدية جدا عن طبيعتها، فطباع الشعوب وليست الحكومات هي التي تحكم مصيرها.
إن اقناع الجماهير يقوم على مبدأ التدرج، فالحدث في حد ذاته غير مهم بقدر طريقة عرضه وتقديمه. إن التغير الكبير يؤدي إلى الرفض في الوقت الذي يمر فيه التغيير التدريجي.
أكثر ما لفتني هو إشارة الكاتب إلى أن السبب وراء الانقلابات الكبرى هو التغيير الذي يصيب عقائد وأفكار الشعوب وكيف يلعب التعليم والتربية جزءا من المسؤولية عن زراعتهما لديها. ولكن في النهاية تبقى الجماهير متعصبة تميل إلى التمرد على السلطة الضعيفة وتبالغ في ذم الديكتاتور المخلوع ليس لأنه كان مستبدا وإنما لأنه فقد قوته.
أنا كشخص بعيدة عن مجال العلوم الاجتماعية وإن كنت أراها من أعظم العلوم، لا يمكنني نقد الكتاب من هذه الناحية، فأنا مجرد قارئ عادي...
أمنح الكتاب 3 نجمات من أصل 5.