A review by ahmedhossam
حضرة المحترم by Naguib Mahfouz

4.0

عثمان بيومي، مثال الموظف الطموح الذي بدأ من أصل بسيط وأفنى عمره في خدمة وظيفته حتى يصير "صاحب السعادة" ويتربع قمة الوظيفة الحكومية. ولكن بأي ثمن؟ بخل بالمال وأتعس كل من يكنون له أي عاطفة، ظل يبحث عن السعادة وما هو في الحقيقة إلا ثقب أسود يهدر حياته ويضيع الفرصة على نفسه كلما سنحت
.له ، غير قادر على الحب في انتظار الزوجة التي يترقى بمكانتها على السلم المقدس (الحكومة) وغير قادر على السرور بترقيه فنظره دائمًا معلق بالخطوة التالية

أقسى بؤس قد يعاني الإنسان مرارته هو أن يحرم من الاستمتاع باللحظة الراهنة ترقبًا لما يليها. نال عثمان بيومي ما حلم بيه دائمًا، نال الوظيفة ولكن على فراش الموت، صار صاحب سعادة بلا أي سعادة.. سخرية القدر! ألاحظ في روايات نجيب محفوظ عدو خفي (أم هو البطل؟) ينال من جميع شخصياته: الزمن. تعاقب الزمن هو اليقين الوحيد وهو المنتصر الحتمي.

تذوي أجيال وتزدهر أجيال كتعاقب الليل والنهار، ما أذكى العرب حين أسماهما الحدثان والجديدان، وما أحمق الإنسان حين يضيعهما في مطاردة زائفة في حين أن الحياة الحقيقية في الرحلة لا في الوصول.