A review by khuzyma
وسيلة وليست غاية: لماذا تناصر إيران القضية الفلسطينية by Trita Parsi

informative fast-paced

3.5

مدخل حسن جداً للمسألة الإيرانية من جهة تعاملها مع قضية فلسطين، وما المقاربات المعتمدة والدوافع المحرّكة في السياسة الإيرانية في علاقتها مع الإقليم عامةً. 
وتريتا بارزي متخصص في الباب، ومطلع بعمق على السياسة الإيرانية، ومحيط بتاريخها القديم والحديث إحاطة خبير، وله انشغال قديم في المسألة الإيرانية وطبيعة حكمها وحكامها ومسالكها في العلاقات الدولية خاصةً مع أمريكا وإسرائيل، وكتابه «حلف المصالح المشتركة» مرجع في هذا. وقد لخّص هنا الدافع وراء «حميّة» إيران لفلسطين في بضع عشرة ورقة، ومَن أراد التوسع فليرجع للمطوَّل. 
لكنَّ إيران دولة ذات طموح ولها استراتيجيات وأهداف بعيداً عن أحلام تحرير الأقصى، وقد نقل بارزي في «حلف المصالح المشتركة» كيف بعد سقوط حكم صدام بسرعة فاجئت مَن بقوا على صراع معه لثماني سنين دون أي إنجاز، ما جعلهم بعد أن رأوا «أنَّ بقاء النظام الإيراني نفسه بات على المحك، وضعوا كل شيء على الطاولة؛ حزب الله، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، والبرنامج النووي الإيراني… أذهل الاقتراح الأمريكيين، فهو لم يكن اقتراحاً رسمياً وحسب -إذ حصل على موافق المرشد الأعلى- بل إنَّ ما تضمنه من بنود كان مدهشاً أيضاً… في حوار حول الاحترام المتبادل، عرض الإيرانيون وقف دعمهم لحماس والجهاد الإسلامي والضغط على المجموعتين لكي توقفا هجماتهما على إسرائيل… وعرضت طهران التعاون الكامل في مواجهة كافة المنظمات الإرهابية وأهمها القاعدة… والقبول بإعلان بيروت الصادر عن القمة العربية، أي خطة السلام التي أعلنها ولي العهد السعودي في آذار ٢٠٠٢، والتي عرض الغرب بموجبها إبرام سلام جماعي مع إسرائيل [ضمن حل الدولتين]» (ص ٣٣٨-٣٣٩). 
وعلى طاري «القاعدة»، كان لإيران مطالب منها تسلّم مقاتلي الجماعة الإيرانية «مجاهدي خلق» مقابل تسليم مجاهدي «القاعدة». وكان هذا المطلب التكتيكي، وأمَّا الاستراتيجي كان «التوصل إلى تفاهم على المدى الطويل مع الولايات المتحدة» (ص ٣٤٠-٣٤١). 
 
وخلاصة كتيبه هذا ما ختمه به: «وفي حين أنَّ هذه الاختلافات التكتيكية [التحول من طلب ود الحكومات إلى الشعوب، ما يعني «تصعيد الخطابية ضد إسرائيل»] قد تكشف عن وجهة نظر مختلفة نحو العالَم، فإنَّ الهدف الاستراتيجي الأساس لا يزال هو نفسه: إدراكُ أنَّ إيران لا يمكنها تفعيل طموحاتها الإقليمية وضمان أمنها على المدى الطويل دون التوصل إلى اتفاق مع العرب السنة المحيطين بها. وعلى الرغم من أنَّ الميل تجاه العرب لم يثبت نجاحه استراتيجياً لإيران، إلا أنَّ إيران الملكية والإسلاموية وجدت نفسها مضطرةً لاتباع هذا المسار حينما أحسَّت بأنها في موقف قوة» (ص ٨٤-٨٥). 
*** 
للاستزادة: انظر كلمته: «Iran and Israel: Peace is possible». 
ولا تُغني عن الكتاب الأصل.