A review by nasab
الحكاية الثالثة عشرة by Diane Setterfield

dark emotional mysterious tense medium-paced
  • Plot- or character-driven? A mix
  • Strong character development? It's complicated
  • Loveable characters? It's complicated

5.0

الكتاب أدخلني عالمه بلا عناء، عشت أجواؤه الضبابية الكئيبة وتعلقت بقصته. مارجريت ليا تهوى قراءة الكتب الكلاسيكية والقديمة وكتابة السير الذاتية للكُتاب المنسيين لتخلد ذكراهم. لأن كل شخص يستحق أن تروى قصته. في يوم ما تتلقى رسالة من فيتا وينتر أشهر كاتبة في انجلترا وأكثرهم غموضًا تطلب منها فيها كتابة سيرة ذاتية، ولكن مارجريت ليست كاتبة معروفة وتكتب كهواية فقط، لَم اختارتها فيتا وينتر المتهربة دائمًا من الأسئلة الشخصية أن تكتب قصتها وتسبر أغوارها؟
قصة فيتا وينتر ليست بسيطة وفي كثير من الأحيان قد لا تسر السامعين، مما يفسر تهربها التام من الافصاح عن أي تفصيلة في حياتها. ولكنها أسرتني، أردت معرفة المزيد، والرواية لم تخيب ظني فلا توجد لحظة ملل وشعرت دومًا بأن المخاطر قريبة، هناك شيء على وشك الحدوث.
بسبب طبيعة سرد الرواية نتلقى نحن ومارجريت القصة في الوقت ذاته، أحببت معرفة رأيها وتحليلها للأحداث بعد كل جزء. أحسست بأني أتفاعل مع الكتاب وهذا قد يكون أكثر شيء ميز الرواية وأوقعني في غرامها.
الترجمة ممتازة فقط كان ينقصها بعض علامات التشكيل في بعض المواضيع لتسهيل القراءة ونقاط للياء المتطرفة :) عانيت قليلًا في بداية القراءة لكن مع تقدمي تأقلمت ولم أعد ألاحظ نقصها الا في الكلمات الحرجة، ولكنها لا زالت تعتبر عيبًا في الخط المستخدم في الكتاب.
عائلة آنجلفيلد مضطربة، بداية من الأب العاشق المهمل، إلى تشارلي الغبي المختل وأخته ايزابيل مختلة مثله لكنها أدهى منه، وصولًا إلى التوأم المعتل اديلاين وايميلاين. يبدو في كثير من الوقت أنه لا وجود لشخص عاقل في منزل آنجلفيلد حتى أتت المربية المنزلية هيستر. أحببت شخصيتها كثيرًا وتفهمت طريقة تفكيرها بالذات في ما يخص العلم والذكاء وشغفها للمعرفة وإثبات مقدرتها العقلية بغض النظر عن مؤهلاتها، أحببناها وانبهرنا بها أنا والطبيب في الوقت ذاته، لم ألُمه فأنا مؤمنة بأن الانجذاب الفكري أهم من أي شي سطحي آخر وهذا تبين عندما شعرت هيستر فجأة بأن ملامح الطبيب تغيرت، بعد انجذابها لشخصيته بدأت تعجب بالملامح التي تعود لها هذه الشخصية، متأكدة بأنه شعر بنفس الطريقة ولكنه متزوج :) هيستر حبيبتي كانت شريفة منذ البداية وحتى النهاية بعد وفاة زوجة الطبيب وزواجه بها، الطبيب فقط هو من لم يعجبني -.-
آديلاين أرعبتني، مليئة بالغضب وغير متوقعة. توأمها إيميلاين مستسلمة ولا تؤذي أحدًا. السيدة لطيفة وطيبة وأحزنني ما أدى إليه خرفها وضعف بصرها. أما جون ذا ديج وهو أكثرهم تعقلًا لآخر أيامه فقد كان من نوع الأشخاص الجاف والحنون، انطوائي وانعزالي ومجتهد في البستنة، يهتم في المنزل وأفراده وكأنه أكثر من مجرد بستاني يعمل لديهم، يشعر بالمسؤولية تجاههم وبالانتماء لآنجلفيلد.
بطلة قصتنا مارجريت ليا حيرتني بتعلقها بتوأمها التي لم ترها قط. لم أستطع فهمها فأنا بلا توأم ومنطقي لم يبرر لي حبها الشديد لتوأمها التي لم تعش أكثر من يوم، لم يحكِ عنها أحد ولم يوثق لها أي شيء وبالرغم من ذلك تشعر بفقدها. هل شعور النقص وكونها نصف غير مكتمل سببه معرفتها بوجود توأم لها؟ أم أن هذا الاحساس منفصل عن هذه المعرفة؟ هذا ما أثار فضولي.
فيتا وينتر تلاعبت بنا وشتتنا عن الحقيقة، لكنها لم تكذب، نحن فقط اعتقدنا بأنه لا يوجد سوى بُعد واحد للحقائق. اسمها آديلاين مارش ولكنها ليست آديلاين. هي الشبح الساكن في آنجلفيلد، الطفلة التي تناساها والدها وتخلت عنها أمها ولم يعترف بوجودها أحد. تتشابه بشكل مخيف بالتوأم واستغلت هذا لصالحها فتقمصت شخصية آديلاين وظنتها هيستر الفتاة داخل الغشاوة، وفي النهاية بعد الحريق المأساوي تقمصت شخصيتها. هل فعلت ذلك بسبب ارتباطها بايميلاين أو أيا كانت من نجت من الحريق؟ أم بسبب ورث تشارلي؟ أما قادتها قدماها لآنجلفيلد بلا وعيٍ منها؟ الأكيد هو أنها في الأخير أرادت هويتها المستقلة ونسيان آنجلفيلد لبعض الوقت، لكن الشبح كان يطاردها ويطالب بحكي القصة حتى تتحرر هي.
قصة السيدة لوف كسرت قلبي ولملمته وأعادت لي الأمل، أوريليوس كان بحاجتها وهي بحاجته. معرفته بالحقيقة قبل فوات الأوان ولم شمله هو وأخته أثلج قلبي.
نهايةً أنا ممتنة جدًا لمارجريت وتوضيحها حياة شخصيات القصة بعد الأحداث التي حصلت. ساعدني ذلك على تقبل أن الكتاب انتهى ولم يبق أي شيء معلقًا.
كما تخطت الشخصيات القصة أكملت حياتها بعدها أنا أيضًا بإمكاني التخطي ♡

Expand filter menu Content Warnings