A review by hellonada
Men in the Sun and Other Palestinian Stories by Ghassan Kanafani

reflective sad tense medium-paced
  • Plot- or character-driven? Plot
  • Strong character development? It's complicated
  • Loveable characters? Yes
  • Diverse cast of characters? Yes
  • Flaws of characters a main focus? It's complicated

5.0

رجال في الشمس -غسان كنفاني-

هكذا فقط :

... ثلاث جنت مكومة ، طفل شاب وعجوز - عجوز ، طفل، وشاب ... شاب عجوز وطفل .. لا يهم الترتيب ... أو .. لا أريد أن أرتبهم ! - لأن الموضوع هنا واحد انتهت أحلامهم، طموحاتهم. وأهدافهم في مزبلة، ولكن هنا أيضا لا أريد أن أذكر نوع المزبلة أو بالأحرى كنه المزيلة، لأنه ببساطة الموضوع هنا واحد أيضا، مزبلة التاريخ مزيلة الأخلاق، أو مزبلة القمامة .

الترجع الشريط قليلا إلى الوراء - قليلا بعد ... هنا .. نعم .. والتركز في المشهد، ثلاثة أشخاص داخل شيء معدني الظلام دامس، الهواء تقيل جدا جدا كأنه قطع ... و لكن هذه القطع تتلاشي .. تستنفذ ... أظن أن السبب في ذلك هو أن هذا الشيء المعدني محكم الإغلاق هناك شيء لزج مزيج غريب - أظن أنه نتاج العرق و الصدأ، أنين خافت الحياة تسلب تدريجيا، و لكن ما الذي يحول هذا المشهد الكابوسي ... إلى مشهد كابوسي مرعب مخيف مزعج و محزن ؟؟ إنها الحرارة ... و ما أدراك ما الحرارة ؟ !! في منتصف الصحراء في منتصف النهار، في منتصف الصيف والأهم من ذلك داخل صهريج معدني محكم الإغلاق .

لتقدم الشريط قليلا إلى الأمام ... هنا .. شكراا ، تأمل الضحايا، أو تأمل هذه الجنث، إنهم من فلسطين - أتسألونني كيف عرفت ذلك ؟؟ .. الأمر بسيط جدا . السبب في ذلك هو أنهم من فلسطين ... الإجابة بسيطة ولا تحتاج إلى تعقيدات .


الحكاية :

شعب احتلت أرضه غضبا وخيانة، فتلقى شعبه كل ضروب الهوان والتعذيب والاستغلال، فخرج من أرضه كرها بأجياله الثلاث ... عجوز محمل بحلم بسيط ( سقف شجيرات زيتون ، وتربية أولاده ) و شاب مطارد حلمه ( عيشة كريمة ( وطفل لا يعرف أقرانه من الحياة سوى الأحلام ولكنه على عكسهم لا يعرف منها سوى الحقيقة المرة ( أريد شغلا ) - يسافرون لم يموتون كالعادة، وكالعادة هنا تسبية، ولكنها مستفزة جدا، ولكن إذا استفرتك هذه الكلمة فشغل جهاز التلفاز لتشاهد هذه العادة وهي منتشرة وعادية ... فلسطين الحبيبة سوريا الغالية، اليمن النفيس العراق المعشوق وليبيا العزيزة .

المراجعة :

سنكتفي بهذا الاقتباس ....

" لم يكن أي واحد من الأربعة يرغب في مزيد من الحديث، ليس لأن التعب قد انهكهم فقط بل لأن كل واحد منهم غاص في أفكاره عميقا عميقا .. كانت السيارة الضخمة تشق الطريق بهم وبأحلامهم وبعائلاتهم ومطامحهم وأملالهم وبؤسهم ويأسهم وقوتهم وضعفهم وماضيهم ومستقبلهم ... كما لو أنها أخذة في نطح باب جبار القدر جديد مجهول ... و كانت العيون كلها معلقة فوق صفحة ذلك الباب كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية . "

مراحل تطور السؤال :
لماذ لم يدقوا جدار الخزان ؟؟

كان هذا السؤال المحوري في هذه القصة .. والإجابة عنه اختلفت . فهناك القائل بأنهم دقوا الجدار ولكن لم يسمعوهم، وهناك القائل بأنهم لم يدقوا الجدار لأنهم تشيتوا بالأمل حتى اللحظة التي فارقت فيها الروح الجسد، و لكن أنا لن أحاول البحث عن إجابة لهذا السؤال بل سأتتبع. مراحل تطور هذا السؤال، فهو كغيره تطور ولم يبقى منكمشا على نفسه، فمن هل دقوا جدار الخزان إلى هل من مستمع في حالة ما إذا دقوا جدران الخزان ؟ وهذا سؤال مهم وهو يعبر عن مرحلة هامة من تاريخ شعبنا الفلسطيني المحتل، ثم بعد ذلك تطور إلى إذا دققنا على الجدران وسمعتم أنتم هذا الصوت .. فهل من مجيب ؟؟ و هذا سؤال واضح جدا و مهم أيضا ..

لماذا لم يدقوا جدران القران؟



بعد ذلك جاء تطور آخر لهذا السؤال ... بصيغة مشابهة نوعا ما ... وهي .. إذا دققنا على الجدار وسمعتم ثم استجبتم فما أنتم فاعلون ؟؟ وهذا سؤال اتهامي أكثر منه استفساري ، وبعد ذلك جاء السؤال بصيغة مختلفة .. أنتم تعلمون حالنا وأحوالنا بدون الدق على الجدران .. ونحن تعلم. أنكم لن تفعلوا شيئا .. لذلك لن تدق على الجدران فما الجدوى من ذلك ؟ وهذا هو أهم سؤال وأخطره بكل تأكيد .

هذه هي بعض المراحل تطور هذا السؤال الغنائي . ولكن بعد ذلك جاء تحديث أخير لهذا السؤال، تحديث جاء خجلا ولكنه أصبح الصيغة الرسمية لهذا السؤال .. وهو .. لماذا تدقون على جدار الخزان ؟؟ وبطبيعة الحال هذا السؤال انتقل من السائلين .. أي أصحاب الأسئلة في الماضي .. إلى المسؤولين أصحاب الإجابات في الماضي .

-منقول-