A review by khader
قصر الحلوى by Elif Shafak, محمد درويش, إليف شفق

4.0

بين القمل والحلوى ظُلمت أليف شافاك.

منذ سنوات عندما صدرت هذه الرواية بترجمتها العربية الاولى كانت تحمل عنوان "قصر القمل" وبصفتي عاشقاً لكتابات أليف شافاك فكان لازماً عليّ ان اقتنيها لثقتي العالية بما تقدمه هذه الانسانة. ولكن عندما بدأت بقرأة "قصر القمل" وبعد اكثر من ١٥٠ صفحة فأني وحتى اكون صادقاً لم أفهم شيئاً منها ولم استطع ولأول مرة ان اكمل رواية فتركتها معتبرة اياها عثرة في طريقة شافاك المزدهر.

وفي عام ٢٠١٦ صدرت عن دار الآداب الترجمة العربية الجديدة تحت عنوان "قصر الحلوى" وقد قام بترجمتها د. محمد درويش هو الذي تولى ترجمة كل اعمال أليف شافاك السابقة، توجستُ اتجاهها ولم اعرف اذا كنت حقاً اريد المجازفة مرة اخرى الا ان تمكنت من قراءة الصفحات الاولى من "قصر الحلوى" وقارنتها مع الكارثة المسمية "قصر القمل" لاكتشف ان الاولى لا علاقة لها بالثانية نهائياً.

لقد ظُلمت الرواية ومن قرأها بنسختها العربية الاولى، لانها تُرجمت بغباء وقلة خبرة واستعجال لجني الاموال من دار نشر مبتدئة، على حساب أسم شافاك الذي يبيع جيداً وعلى حساب القارئ المسكين المحب لاعمالها.

اليوم وبعد ان انهيت قرأتي لنسخة "دار الآداب" من الرواية، وجدتها حالة روائية غريبة قدمت فيها شافاك شخصيات غريبة ولكنها حقيقية فكل واحد منا يمكن ان يسكن قصر الحلوى وينتهي به المطاف ان يكون هناك بين السكان ليمارس حياته المخفية داخل بيته ويواجه "قمامة" المجمتع المحيط مع السكان. شخصيات عميقة طرحتها كل واحد قدمت نفسها بشكل جميل جداً ومحبوكة بطريقة جعلتك وان تقرأ تنتقل من شقة الى أخرى ومن شخصية عاشقة محبة او خائنة الى معلم ومصففا شعر والى برفسور. شخصيات اجتمعت في مكان لا يجتمع فيه احد، كي تظهر لنا شافاك ببراعة زيف المجتمع وزيفنا ونحن نخفي عن الجميع صورتنا الحقيقية.