A review by khuzyma
الأربعون الجياد لأهل التوحيد والجهاد by أبو قتادة الفلسطيني

emotional hopeful informative inspiring fast-paced

5.0

ابتداءً أُقرُّ بأني من المتحيّزين للشيخ منذ أن قرأت له أول مرة، ولا أزال أنبهرُ بكل ما أقرأ له.

وكتابه هذا ليس بِدَعاً عن غيره من كتبه؛ فهو -كإخوانه- مشحونٌ بالنُكَت اللطيفة، والتدبرات العميقة.
مع تثويرِ النصِّ النبويِّ وربطه بصور الواقع، وهذه الخصيصة الأخيرة تكاد تغيبُ عند غالب المُتصدِّرين للحديث في الدعوة وشؤون الأمة، إذ كثيرٌ منهم يتَّجه -جُبناً أو تدليساً- للتديُّن الفردي أو التديُّن المُتعدِّي لكن دون الحديث عن أُسس الانحراف المُشاهَدة في الواقع، والمسيطرة على المشهَد.

ولعل أحسن ما يُعبِّرُ عن الكتاب وما فيه، ما ذكره الشيخ في مطلعه:
"وحين بحثتُ عن صورة «الإنسان» المهتدي كما وجدتها في الكتاب والسُنَّة في واقعي فإني أقسمُ أني وجدتها في <b>أهل التوحيد والجهاد</b>.
فلقد مررتُ على منازل كثيرة، وترددتُ على موائد فكرية عدة، وطُفتُ على المنابر أفتشُ وأبحثُ وأراقبُ، فأنغمسُ غير هَيَّابٍ بما سألاقي، وغير مُتعصِّبٍ لِمَا أحملُ.. ولكن ها أنا أقول -وأنا ذاكرٌ لقول ربي {سَتُكتَبُ شَهادَتُهم ويُسألون}- أنَّ <b>أهلَ التوحيد والجهاد همُ الذين يَعبرون بحوادث الإنسان المهتدي وفعاله وأقواله في كتاب ربنا وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا.</b>
وإنه من نعمة الله عليَّ أني أعيشُ في زمن الصور الكثيرة الخادعة ومع ذلك فإنَّ عيني لم يملأها إلا هؤلاء «الفتيان» في المشرق والمغرب، ومن حقي أن أقول: إن هذا الامتلاء ليس حماساً عاطفياً مع شابٍ يجودُ بنفسه لله تعالى، لكن بوقوفٍ حَذِرٍ وتأمُّلٍ جِدِّيٍّ، ومراجعةٍ ودراسةٍ لكل التُّهم التي تُقالُ فيهم، ويُقذفون بها من جميع الأطراف سواء كان من مؤمنٍ يخالفهم أو عدوٍّ يقاتلهم. 
نعم -واللهُ يشهدُ على ما أقول- أني حين تجرَّدتُ من حجب الأسماء وتخليت عن هيبة الشعارات وحررت نفسي من سَطوة العناوين رأيتُ في زماني مَن يفعل فعلَ إبراهيم عليه السلام وهو يكسر الأصنام، ورأيت مَن يفعل فعل البراء بن مالك وهو ينغمس في حديقة مسيلمة الكذاب المرتد، ورأيت مَن يبيعُ مُلكَهُ طمعاً في رضا الرحمن، ورأيت المهاجرَ في ذات الله، والمأسورَ في سبيل كلمة الحق، وكلهم في هذا الزمن لا يجمعهم إلا اسم جامع لأوصافهم: أهل التوحيد والجهاد.
من أجل هؤلاء الفتيان أردتُ أن أُجمل هذه الكلمات لعلي أعبُر بها إليهم فيرحمني الله -إذ القوم لا يشقى بهم جليسهم- وذلك لأنهم يرحلون هم بالفِعال، ولكنهم يَقبلون -لسعة رحمة الله وسعة قلوبهم- أن يسير معهم مَن لا يحمل إلا الحبَّ والكلمات من أمثالي." (ص ٩-١٠).