A review by ueilalien
الباب by Magda Szabó

4.0

ملفت التناقض الذي تنطوي عليه مشاعر ماجدة تجاه إيمرنس. تنطلق ماجدة في صفحات لتصف إعجابها بإيمرنس وتعاطفها، ورغبتها في أن يتخذ الحبّ الذي تكنه كل واحدة تجاه الأخرى شكلًا متعارفًا عليه على الأقل في التعبير عنه. ثم ما تلبث أن تظهر بغضها ونقمتها، وشفقتها النابعة عن احتقار. لاتستخدم ماجدة طرقًا ملتوية في الكشف عن التناقض في مشاعرها، بل تبسطها كما هي لنستشف قوة تأثير عاملة المنزل عليها واستسلامها لسطوتها. وهذا شيء لم تجد السلام في داخلها لقبوله. فنجدها تتحدث عن إيمرنس بإكبار شديد ومبالغة كبيرة تحاول أن تستميل القارئ من خلالها للاعتقاد بأن إيمرنس شخصية أسطورية، ولهذا فهي رغم أميتها وتواضع نشأتها ومسيرتها الحياتية عمومًا تمتلك هذا الكم المدهش -كما تراه ماجدة- من البصيرة والحنكة. وتأسف عليها لأنها أهدرت نفسها في وظيفة متواضعة. وكأنه ماجدة بخلق هذه الهالة حول إيمرنس الغير متزنة تبرر تأثيرها عليها وأهميتها بالنسبة لها. غير أن مجريات الأحداث كافة كانت تنمّ عن فجوة اجتماعية وفكرية وعاطفية كانت ماجدة من جهتها تترفع عن تجسيرها. فهي تصرح برغبتها في احتضان عاملتها ومع ذلك تتخلى عنها في أكثر الأوقات حرجًا بالنسبة لإيمرنس. تحتفظ بذكريات وقصص إيمرنس بكثير من الشغف، ومع ذلك تترفع عن الاحتفاظ بالساعة المتبقية من الميراث الذي تتركه لها إيمرنس. تبرز في العلاقة بين الاثنتين صفة لطالما لاحظتها فيمن يتصرفون ببرجوازية تجاه من يعتقدون أنهم ليسوا أندادًا لهم، وهي النبل المجرد. كانت ماجدة مستعدة لتقديم المساعدة لإيمرنس وتكريم ذكراها إلى النهاية، لكنها عجزت عن إيجاد العطف الكافي لفعل مايقتضيه الدافع الإنساني في الوقت المناسب. وبهذا ظلت إيمرنس حاضرة بشكل مؤذٍ في لاوعيها.
الملفت في الرواية كذلك، هو رسم علاقة لا يمكن تصنيفها في قالب محدد. تنجح الآداب في رسم علاقات مشابهة بين رجال ونساء لكن من النادر أن تنجح في تقديم علاقة كهذه بين رجل ورجل أو امرأة وامرأة دون أن تدنو إلى اتجاه غير مقبول.