A review by fatma81
حكاية السيد زومر by Patrick Süskind

2.0

في طفولتنا نرى ونراقب ونخزن ما نراه جيدا، ولكننا لا نفهم. وعندما نكبر، لا نرى ولا نراقب ولا نتذكر، وبالطبع لا نفهم.

ربما ما بقى من ذاكرتنا القوية وقت الطفولة هو ما نحاول أن نتوقف عنده لنفهمه. وعندها نهتف صاحين: "يااااه لقد فهمت أخيرا أن جارنا الذي كان يقف في الشارع شاتماً الرائح والغادي بأقذع الألفاظ لم يكن رجلا شريرا، إنما كان مجرد رجلا مسكينا مصابا بالفصام وامراضا نفسية أخرى". ويتحول امتعاض وخوف واستنكار الطفولة الى شفقة خالصة.

راوي القصة-غالبا هى لمحات حقيقية من طفولة الكاتب-يتوقف بنا أمام أهم ما يتذكره من طفولته. حلمه بأن يطير، حبه الأول لزميلة له وهو في السابعة من عمره، ذكريات مزعجة عن معلمة قاسية، واخيرا، رجلا غريب الأطوار لا يكف عن الحركة. السيد زومر.
الراوي طفلا يرى السيد زومر مجرد كائنا عجيبا لا يشبه الأشخاص الطبيعيين الذي يعرفهم ويراهم. ويراه عندما ينضج-أي الرواي-انسانا عاش حياته في رعب وبؤس دائم.

"لم أعد افهم كيف خطرت لي هذه الفكرة المجنونة: ان تنتحر بسبب مخطة-بصقة-وقد رأيت لتوي رجلا أمضى كل حياته هربا من الموت".

اعتقدت في البداية انها قد تصلح كقصة للناشئين. ولكن نهايتها الحزينة لا تؤهلها لذلك مطلقا.

الترجمة: أخواننا المترجمين: أرجو منكم مراعاة أختيار كلمات معروفة. يعني مش لازم ندور على كلمات انتهى استخدامها من أيام أمرؤ القيس ونلزقها بالعافية ونعقد الناس في عيشتها وهى بتقرأ.

كانت الرسوم الملحقة بالكتاب بريشة الفنان الفرنسي سيمبه هى أجمل ما فيه.