A review by khuzyma
اللمسات الحانية في بيت النبوة by عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

emotional informative inspiring lighthearted fast-paced

5.0

…حبٌّ على الطرز النبوي.

جمع المصنف الأحاديث التي تناولت صفة البيت النبوي، من جهة عمل النبي صلى الله عليه وسلَّم ومن جهة أزواجه رضي الله عنهنَّ، وبوَّبها. وقد أحسن في ذلك. 
ولم يتدخَّل بتعليقٍ أو تعقيب، وإنما أخذ الأحاديث من مظانِّها، ورتَّبها بتتابعٍ لا يقطعه شيء، يأخذ التالي بحُجُز السابق، فتتركَّب صورة البيت النبوي بأبهى حسن، ويتجلَّى نضراً تلمَس آثاره في نفسك. 
قراءة الكتاب/المتن دون انقطاع، يثبِّت صورة البيت النبوي في الذهن.. وما أرقَّها وأحلاها من صورة تجمعُ بشريَّة النبي صلى الله عليه وسلَّم وسموَّه الشرعي والقدري مع نساء يحبهنُّ ويحبونه، يغارون عليه ويغار عليهنَّ.. فيتراءى لك ذلك السَّكَنُ والودُّ الباذخ المُنيف الذي باركه الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات؛ فزوجةٌ يُقرِئها الله سبحانه وتعالى السلام وأخرى يُسلِّم عليها جبريل، وثالثةٌ يخلدُ عقدَ زواجها قرآنٌ يُتلى، وإحداهنَّ يُعتَقُ بقُربها للرسول صلى الله عليه وسلَّم فئامٌ من قومها… 
وترى فيه رجولة الرجل التي لا يخرمها حبه لامرأته وإحسانه إليها، وتودده لها وتلطفه بها، وترى أنوثة المرأة مع حسن تبعُّلها وبشريَّة غَيرتها عليه وغضبها منه دون أن يغضَّ ذلك من رجولة الرجل أو رقَّة المرأة، كما يفتري النِّسويات والذكوريون. 
 
قد يأخذ البعض على الكتاب تَكرار بعض الأحاديث، ولربما لو عمل المصنف بطريقة الإمام البخاري في إيراد الشاهد من الحديث بما يناسب ترجمة كل باب لكان أحسن. لكن لا أرى في ذاك التكرار -اليسير في الجملة- بأساً، إذ أنه يضفي معنًى جديداً للحياة النبوية لم تكن تنبّهت له في بابٍ سابق. 
وإن كانت مقارنةً لا تصح، ولا تجوز، وللبيت النبوي المثل الأسمى. ولكن يحسنُ التنبيه أنَّ التأمُّل في حال آل البيت عليهم صلاة الله وسلامه، يُغني -ويزيد- عن جميع الكتب التي تناولت مسائل الزواج والأزواج، ككتاب جون غراي ودو بنوا. 
ففي ذاك البيت المطهَّر، تجد الأسوة، التي في اتبّاعها ليس فقط حلٌّ لإشكالٍ يعترضك، وإنما تلمَسُ -في تتبُّع أصولها- بركةً في الشعور، وليس ذلك إلا لهذه الأسوة المطهَّرة، فصلاة الله وسلامه على النبي وآله.