A review by nour4del
رأيت رام الله by Mourid Barghouti, مريد البرغوثي

5.0

أي كلام يقال بعد ما قاله مريد!
كيف يمكن لكلمات بهذه الرقة أن تؤلم لهذا الحد!
دائمًا ما وجدت كلمة " شجن "مثيرة وغريبة، لا يمكن لك تصنيفها ولا تعريفها. ولكنّي استطعت أن أصف بها تحديدًا ما يمثلها ولم أجد في حياتي ما يمثلها .كهذا الكتاب
ملحمة مريد الخاصة من الألم والموت والمنافي والشوق تمثل - كما أظن- ملحمة كل عربي الخاصة به. فقط من منظور ابن فلسطين الذي يرى أن مجرد كونه فلسطيني لا يجعل منه أكثر من يحب وطنه .. فكل يضحي ويقاوم بطرقه الخاصة .
طريقته العذبة في عرض الألم وتنبيهك له ووضعه مباشرة أمامك، فلسفته عن الغربة، ذلك المزيج العذب من الغلظة والطيبة الذي تحدث عن وجوده بأولاد الإنتفاضة وفلسيطين عمومًا .. والذي لا تستطيع ألا تراه في مريد ذاته عبر السطور، هذا ما يجعل هذه الملحمة غاية في الخصوصية .. وغاية في التشابه مع ملحمة كل منا ؛ أقصد في الوقت نفسه.


تحدث مريد عن رام الله وإليها كحديثه إلى رضوى وعنها.. بذات الحب والشوق والانكسار؛ والشجن.
أبناء فلسطين لن يكفوا عن إبهارنا بأقلامهم .. وحجارتهم.



" حصلت على ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، و فشلت في العثور على جدار أعلق عليه شهادتي "

" الغربة كالموت، المرء يشعر أن الموت هو الشئ الذي يحدث للآخرين، منذ ذلك الصيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائمًا سواي "

"الغريب هو الذي يقول له اللطفاء من القوم أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك، هو الذي يحتقرونه لأنه غريب، أو يتعاطفون معه لأنه غريب، والثانية أقسى من الأولى "

"في ظهيرة ذلك الإثنين، الخامس من حيزران 1967 أصابتني الغربة "

" يصاب المرء بالغربة كما يصاب بالربو، ولا علاج للاثنين "

" هذه إذًا هي ' الأرض المحتلة' "

" لماذا يظن كل شخص في هذا العالم أن وضعه مختلف؟! هل يريد ابن آدم أن يتميز عن سواه من بني آدم حتى في الخسران؟ "

" بندقيته هي التي أخذت منا أرض القصيدة وتركت لنا قصيدة الأرض. في قبضته تراب وفي قبضتنا سراب "

" قد يخنقك مجرم بشال من حرير وقد يهشم رأسك بفأس من الحديد، وسيضمن مصرعك في الحالتين "

" الحب هو ارتباك الأدوار بين الآخذ والمعطي "

" موته ليس هو الذي منعه من العودة، بل منعه من العودة هو الذي أماته فيما بعد "

" ولماذا في نافذة البهجة تداهمني ذاكرة المراثي؟ "

" وإذا كان الأحياء يشيخون فإن الشهداء يزدادون شبابًا "

" لكنني أعلم أن أسهل نشاط بشري هو التحديق في أخطاء الآخرين "

" نحن نختار الصديق اختيارًا، و لذلك فالصداقة المرهقة في نظري هي تبرع بالحمق "

" السياسة هي عدد فناجين القهوة على المائدة، إنها نسياناتك التي تباغتك بحضورها و ذكرياتك التي تخشى التحديق فيها، لكنك تحدق فيها رغم ذلك. "

" علمتني الحياة أن علينا أن نحب الناس بالطريقة التي يريدون أن نحبهم بها "

" هنا في هذه الغرفة ولدت قبل مولد دولة إسرائيل بأربع سنوات "

" بعد ال67 اكتشافي أن علي أن أشتري زيت الزيتون أمرًا مؤلمًا جدًا"

" الخجل وحده علمني الكذب "

" الاحتلال الطويل استطاع أن يحولنا من أبناء فلسطين إلى أبناء فكرة فلسطين "

" أمر عجيب وغريب، كل العودات تتم ليلًا، و كذلك الأعراس و الهموم و اللذة والاعتقالات والوفيات وأروع المباهج. الليل أطروحة النقائض "

" انتظرت رضوى عودتي إلى بيتنا سبعة عشر عامًا. و عندما عدت، عدت ومعي الأعوام السبعة عشر كلها. ومعها الأعوام السبعة عشر كلها "

"يخطفونك من مكانك بشكل خاطف، مباغت، وفي لمح البصر. لكنك تعود ببطئ شديد "

" استحالة الابتهاج المُطلق بالمَعثور عليه بعد الفُقدان "

" أنا ابن الجبل والاستقرار. و منذ تذكر يهود القرن العشرين كتابهم المقدس، أصابني الرحيل البدوي، وما أنا ببدوي "

" الصدفة تنتقي "

" للفلسطيني مباهجه أيضًا. له مسراته إلى جانب أحزانه. له نقائض الحياة المدهشة لأنه كائن حي، قبل أن يكون ابن أنباء الساعة الثامنة "

" لكن ضغط أملهم عليهم ( و الأمل يضغط مثل الألم ) "

" لا أصدق عينًا تتجاهل إبصار المسخرة الملازمة للمأساة "

" إن من حق المنافي علينا أن نذكر لها لعض محاسنها إذا كنا نكره الكذب "

" كانت الولادة متعثرة. رأيت بعيني وجع الولادة فشعرت أن من الظالم أن لا ينسب الأطفال إلى الأم. لا أدري كيف اغتصب الرجل حق نسب المولود لنفسه؟ "

" لأن إسرائيل متذرعة بالسماء احتلت الأرض "

" السعيد، هو السعيد ليلًا،
و الشقي، هو الشقي ليلًا،
أما النهار،
فيشغل أهله! "

" لا أدري كيف تجنبت الانهيار في تلك الدقائق. و لأنني نجحت في تلك اللحظة تحديدًا في تجنبه فإنني لم أعد معرضًا للإنهيار "

" و يكفي أن تبدأ حكايتك من ( ثانيًا ) حتى ينقلب العالم "

" كم ادعى المهزوم نصرًا وصدفة. لكنه حين يضع رأسه على مخدته الصغيرة فتأتي له بالخبر اليقين حتى وإن أنكره ( لم أنتصر) "