Take a photo of a barcode or cover
nimah 's review for:
صلاة تشرنوبل
by Svetlana Alexiévich
أول قراءة لسفيتلانا إليكسييفيتش كانت لكتاب ليس للحرب وجه أنثوي, و كم تأثرت به حينها. لم أتوقع أبدًا أن يفعل بي ما فعله أي كتاب آخر حتى قرأت صلاة تشيرنوبل. وصل بي التأثر حد البكاء و دخلت فترة كآبة اظطرتني لترك الكتاب و العودة لإكمال قراءته بعد أكثر من أسبوعين.
ربما الظروف التي قرأته فيها لعبت دورها, لا أعرف حقًا!. فقد بدأت قرائته في فترة الحظر الذي سببته جائحة كورونا.
الكتاب يتحدث عن أسوأ كارثة نووية شهدها العالم وهي انفجار إحدى المفاعلات الأربعة لمدينة تشرنوبيل، التي كانت آنذاك تابعة للاتحاد السوفياتي. وأدى الانفجار مباشرة إلى مقتل 36 شخصا و أكثر من 2000 مصاب، بينهم رجال إطفاء بعد تعرضهم للإشعاع. وتسبب الحادث، لاحقا، في
مقتل العشرات، بينما لا يزال عدد الضحايا غير دقيق، إذ يقدر البعض القتلى بالآلاف.
حاول الاتحاد السوفياتي التستر عن الكارثة، و لفترة من الزمن لم يعرف غير قليل بما حدث.
وبعد أن تعاظمت آثار الإشعاعات، و خرجت الأمور عن السيطرة. اعترف الرئيس السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف بحدوث "مشكلة في تشرنوبيل"، وسط محاولة وسائل الإعلام السوفياتية تخفيف آثار الحادث.
مونولوجات الحقائق الضائعة, و المشاعر الواقعية للإنسان البسيط بعيدًا عن الحقائق العلمية و العوامل الفيزيائية. أطباء, علماء, جنود ,أمهات وأطفال يتحثون إلينا مباشرة و بصدق في لحظات إنسانية استثنائية, تمتزج لتصبح حكاية واحدة طويلة بطلها الإنسان العادي و ليس الإنسان السوبرمان في مواجهة العدو المرعب الخفي(الإشعاع).
إنسان ما قبل تشيرنوبل ليس هو نفسه بعد الحادثة. تغيرت رؤيتهم لوطنهم و لأنفسهم و للعالم أجمع. و لا بد أن يحدث ذلك حين تكتشف حجم الكذب و الخداع الذي يمكن أن يمارسه المسؤول معك فقط بحجة عدم نشر الذعر, و بسبب هذه الحجة تُترك لوحدك في مواجهة عدو خفي يتغلل بمسامك حتى أصغر خلاياك و تتعايش معه بانتظار أن يحين دورك لتموت بطريقة قاسية شنيعة بسبب الأورام السرطانية أو أن تموت وحيدًا لأن إنسان تشيرنوبل غير مرحب به و منبوذ من قبل الآخرين.
كنت سبق و شاهدت مسلسل تشيرنوبل و عدة وثائقيات عن حادثة المفاعل لكن لم أدرك حجم المعاناة الإنسانية إلا حين قرأتها في الكتاب. لأنهم هم من كانوا يحكونها بأنفسهم دون وسيط و سفيتلانا كانت هناك فقط لتنقل إلينا كلماتهم كما هي.
ربما الظروف التي قرأته فيها لعبت دورها, لا أعرف حقًا!. فقد بدأت قرائته في فترة الحظر الذي سببته جائحة كورونا.
الكتاب يتحدث عن أسوأ كارثة نووية شهدها العالم وهي انفجار إحدى المفاعلات الأربعة لمدينة تشرنوبيل، التي كانت آنذاك تابعة للاتحاد السوفياتي. وأدى الانفجار مباشرة إلى مقتل 36 شخصا و أكثر من 2000 مصاب، بينهم رجال إطفاء بعد تعرضهم للإشعاع. وتسبب الحادث، لاحقا، في
مقتل العشرات، بينما لا يزال عدد الضحايا غير دقيق، إذ يقدر البعض القتلى بالآلاف.
حاول الاتحاد السوفياتي التستر عن الكارثة، و لفترة من الزمن لم يعرف غير قليل بما حدث.
وبعد أن تعاظمت آثار الإشعاعات، و خرجت الأمور عن السيطرة. اعترف الرئيس السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف بحدوث "مشكلة في تشرنوبيل"، وسط محاولة وسائل الإعلام السوفياتية تخفيف آثار الحادث.
مونولوجات الحقائق الضائعة, و المشاعر الواقعية للإنسان البسيط بعيدًا عن الحقائق العلمية و العوامل الفيزيائية. أطباء, علماء, جنود ,أمهات وأطفال يتحثون إلينا مباشرة و بصدق في لحظات إنسانية استثنائية, تمتزج لتصبح حكاية واحدة طويلة بطلها الإنسان العادي و ليس الإنسان السوبرمان في مواجهة العدو المرعب الخفي(الإشعاع).
إنسان ما قبل تشيرنوبل ليس هو نفسه بعد الحادثة. تغيرت رؤيتهم لوطنهم و لأنفسهم و للعالم أجمع. و لا بد أن يحدث ذلك حين تكتشف حجم الكذب و الخداع الذي يمكن أن يمارسه المسؤول معك فقط بحجة عدم نشر الذعر, و بسبب هذه الحجة تُترك لوحدك في مواجهة عدو خفي يتغلل بمسامك حتى أصغر خلاياك و تتعايش معه بانتظار أن يحين دورك لتموت بطريقة قاسية شنيعة بسبب الأورام السرطانية أو أن تموت وحيدًا لأن إنسان تشيرنوبل غير مرحب به و منبوذ من قبل الآخرين.
كنت سبق و شاهدت مسلسل تشيرنوبل و عدة وثائقيات عن حادثة المفاعل لكن لم أدرك حجم المعاناة الإنسانية إلا حين قرأتها في الكتاب. لأنهم هم من كانوا يحكونها بأنفسهم دون وسيط و سفيتلانا كانت هناك فقط لتنقل إلينا كلماتهم كما هي.