A review by meryemsaadouni
البؤساء: فانتين by Victor Hugo, منير البعلبكي

5.0

تأتي هذه الرواية لتخبرنا بأن، الحياة غير عادلة
تقف الأقدار أحيانا، لتسخر من البعض بشماتة، فتحول حياة الفلاح إلى بؤس، و حياة امرأة بريئة إلى بؤس من نوع آخر.

تتضافر الأقدار البئيسة لتطوح بالمرء في قاع حفرة عميقة، يظهر الشر مكان الخير محتلا قلبا مثقلا بالهموم، يهيم على وجهه وسط خيبات الأمل، نظرات ملؤها الحقد على المصير الذي وصل إليه، اااه لو يعلمون، اااه لو يفهمون!
إلى أن يجد نقطة النور التي تضيء قلبه، التي تشعل بطريقة ما جزء خفيا، جزء طمرته الخيبات، لتنيره من جديد، لتزيل عنه ما علق به من قذارات شوشت على لمعانه الفطري.
و لأن الخير ينتشر كنظيره الشر، تضيء الأيام حياة المرأة أخيرا بجعلها تلتقي تلك الروح التي عادت لطيبتها توا، فتمرر لها الشمعة لتضيء أعماقها، و تمنحها أملا جديدا تتمسك به كخيط رفيع.
لكن الحياة تقلب وجهها فجأة، تقطع هذا الخيط بقسوة بالغة، تقطع معها أي أمل في لم شمل طال انتظاره، تزيح أي فكرة ايجابية عن إمكانية الشفاء، تجند الحياة جنود خفائها، الأرواح الشديدة الصارمة التي تعتقد بعدم وجود خير في الأرواح المحطمة، لا ترى من الحياة غير أن تكون أبيض أو أسود، فإما أن تكون بنظرها ملاكا لا تخطئ لا تقع في الزلة، أو أن تكون شيطانا تغرق في الخطيئة حتى أخمص قدميك، مع عدم امكانية التغير لأن الروح الشريرة بنظرها تظل كذلك طول العمر، و لا يمكن لشيء في العالم أن يغير منها.

هكذا، تكون خاتمة كتابنا الأول، موت الأمل بعد احيائه، دورة الحياة القاسية بعد حنانها، انقطاع الأمل باللقاء بعد شوق و حنين كبيرين، لكن الأمل ما زال حيا، الأمور لا زالت ستتحسن، و ستشرق الشمس بوجه "البؤساء" يوما ما.