Scan barcode
A review by sarah25samir
أجاتا by Anne Cathrine Bomann
5.0
وهاجمني قطار الأفكار من مكمن وأخذ تطفله يزداد. وبالرغم من أنني أدركت ذلك، وبالرغم من أنني عرفت مدى التعاسة التي سوف يسببها لي، فقد تركته يأتي. وكان هذا ما أردته بصورة ما، أن أجلس وحدي وأرثي لحالي.
طبيب نفسي يبلغ من المر 72 عاما اقترب من التقاعد ويعد الجلسات المتبقيه لديه حتى يوم تقاعده
يعيش في بيت والديه ليس له عائلة او اصدقاء ويتحاشى الاحتكاك بالناس عموما حتى ولو كانوا الجيران
يفقد تركيزه دائما مع حكايات المرضى ليقضي وقته في رسم كاريكاتير سواء للمريض نفسه او لاي شئ يخطر على باله
دكتور نفسي مر عليه العديد والعديد والعديد من البشر ومع ذلك ظل وحيدا ومع اقتراب سن التقاعد يصاب بنوبات هلع من البقاء وحيدا وعلى الرغم من ذلك يتفادى دائما الدخول في اي محادثة حتى لو بسيطة مع البشر جميعا
أنا غاضبة لأنني لم أنجز أي شئ في حياتي. كان يجب أن أكون شخصا آخر، فأنا لا شئ
تظهر في حياته عنوة المريضة الألمانية أجاتا ويرفض مساعدتها ولكن تصر حتى تأخذ موعد لجلسات قادمة لمدة 6 شهور حتى موعد تقاعده
وكانت هي السبيل لقلب حياته رأسا على عقب
تبدأ بعدها نوبات الهلع والوحدة ودنو الأجل والتفكير في الموت
تتغير حياة الطبيب تماما ويبدأ التفكير في عمره الذي أفناه وحيدا فقط لا أنيس له في الحياة ولا بعد تقاعده ولا في مرضه ولا حتى من يقوم بدفنه بعد موته
أفكار اكتئابية هلعية شديدة
أعتقد أن الحياة قصيرة جدا وطويلة جدا في آن واحد. قصيرة جدا لدرجة أنها لا تكفي أن يتعلم المرء كيف ينبغي أن يعيش، وطويلة جدا لأن سرعان ما تصبح عفونتها مرئية أكثر وأكثر مع كل يوم يمر
طوال سير الأحداث كنت اجد الشبه بيني وبين الطبيب في اغلب الاحيان والشبه بيني وبين أجاتا في احيان اخرى
فالشعور بالوحدة والهلع من اقتراب الوحدة هو ابشع شعور في الوجود .. عندما تجد نفسك غير محاط بالناس ولن تجد في المستقبل من يعطيك حتى الدواء فتزداد نوبات الهلع اكثر مثلما وصفها .. اقتراب الموت ودقات القلب السريعة والدوار والخمول والكسل
واحساس اجاتا ايضا بفقد اهميتها بإختفائها وعدم تحقيقها ما يثبت وجودها في الحياة حتى ولو كان من حولها يرى غير هذا
أجبرنا الموت، أو هكذا شعرنا، على تخطي سلسلة كاملة من المراجل والوجه رأسا إلى جوهر الأمور، ولكن ألا يمكن أن يتم ذلك دون وساطة الموت
رواية بسيطة سريعة مؤلمة ألم شديد لمست حياتي ووجودي تماما لم استطع ان أتجنب البكاء في بعض المواقف حقا .. خوفا وشوقا
شكرا صديقتي داليا الرائعة على اختيارها ومشاركتها في القراءة السريعة الجميلة المؤثرة بشكل كبير جدا