A review by itselvv
At the Drop of a Cat by Élise Fontenaille, Violeta Lópiz


يحكي راوينا الصغير قصة جدّه، وقصة جدّه وإن كانت بدايتها مؤسفة فإنها لا تُظهِره على أنه أدنى من غيره، فالجدُّ لويس قد هاجر من بلده في سنٍّ صغيرة بسبب الحرب، ولأجلِ لقمة العيش لم يذهب قطُّ إلى المدرسة، لكنه بستانيٌّ بارع، وطباخٌ ماهر، وفنانٌ مُدهش، وجدٌّ طيب. لم يتعلم لويس القراءة والكتابة، لكنه خلق لغته الخاصة، وفَهِمَ لغة النباتات والطيور والقطط.
تخبرنا الرواية أننا لا نملك لغة واحدة للتواصل مع البشر، بل لدينا لغاتٌ عديدة، لغاتٌ لا تعتمد في أساسها على القواعد والكلمات، بل هي أكثر حميمية ورهافة وخصوصية، ومن يملكها، فليُدرك أنه قد امتلك ما غفل عنهُ الكثيرون. وأن للحب لغة، اللغة الأكثر تلقائية بين كل اللغات، فلا حاجة لتعلُمِها، يكفيك الإحساس بها.

يلعبُ الجدُّ لويس بالعباراتِ كما تهوى نفسه، دون أن يُدرك عقله ذلك التحريف، فيقول: "at the drop of a cat" عوضًا عن "a hat" و "the apple of my pie" بدل "my eye". ويُقلِّده حفيدهُ رغم علمه بخطأ جدّه، لأن، ما أهمية القواعد والأصول مقارنةً بالمحبوبِ وأسلوبِ كلامه؟

يُرسَم الحفيد بلونٍ أبيضٍ شاحب، بينما الجد تتخلله النباتات والعصافير، رمزيةً للفرق بين خبرة هذا وذاك، أو هكذا أرى. وفي الأخير، نرى نقطةً صفراء في يد الطفل البيضاء، وكأن الجد يعطي الطفل لونًا —معلومةً أو نصيحةً أو لحظةً حلوة— ليملأ بهِ لوحته الفارغة.

لا أعطي هذا الكتاب الخمسة نجوم كعتابٍ على خاتمته، فأنا لم أكُن مستعدةً لمغادرة عالمه بعد، وحينما "طُردتُ" منه، بِتُ أُقلبُ الصفحات ظانةً أني فوّتُ فصلًا، لكن لا، راوينا طفل، وككلِّ الأطفال، يبدأ الحكاية بدون أيِّ مقدمات، يتنقل بين الفقرات بعشوائية لأنه لا قيمةً لتسلسل وتماسك القصة عنده، وينهيها فجأةً كيفما أراد. قد أكون منعتُ عنها العلامة الكاملة، لكن، برسوماتها الخلّابة وقصتها الرقيقة، تأتي هذه القصة كأولى مفضّلات هذه السنة، فهذا ما يقوله قلبي، ولا أمنع قلبي مما يودُّه.