A review by monamd
عدوي اللدود by Jean Webster

5.0

أنني أغدو مذعورة حقًا يا جودي. سيقضي عليّ هذا الملجأ إن بقيت مدة أطول، لأنني أغدو أكثر ولعًا به حتى أنني لا أفكر و لا أتحدث أو أحلم بشيء آخر. لقد قضيتِ أنت و جيرڤِس على كل آمالي في الحياة.

*****************************************************

أبدأ يومي بقرار حاسم بالفرار من ميتم جون غرير غير أني أؤجل هربي حتى ما بعد الإفطار، و ما إن أخرج إلى الممر، حتى أجد واحدًا من هؤلاء الصغار العاطفيين يجري للقائي، و يدس خجلاً يدًا صغيرة دافئة مجعدة في يدي، و ينظر للأعلى بعيني طفل واسعتين، يطلب بصمت القليل من التدليل، فألتقطه و أعانقه، ثم أنظر من فوق كتفه إلى الأطفال الصغار المهملين الآخرين، فأود لو أخذت المئة و الثلاثة عشر بين ذراعي و أحببتهم في سعادة. ثمة أمر منوّم في العمل مع الأطفال، قاوميه ما شئت لكنه سيتغلب عليك في النهاية.

*****************************************************

لا يمكنني تصديق أنك يا عزيزتي جودي الرائعة قد نشأت حقًا في هذه الدار، و تعرفين ما يريده هؤلاء الصغار بروحك الشاعرة بالمرارة، تملؤني مأساة طفولتك أحيانًا بالغضب الذي يجعلني أرغب بأن أشمّر عن ساعدي، و أقاتل العالم كله و أجبره على أن يجعل من نفسه مكانًا أكثر ملاءمة ليحيا فيه الأطفال.

*****************************************************

إنني أتحول إلي شخص مخادع، و هو أمر مروّع، فكلما تحدثت مع أحدهم شغلني سؤال واحد أفكر فيه في صمت ((أي فائدة نجنيها منك للمأوى؟)).
هنالك خطر كبير من أن تصبح هذه المشرفة شديدة الولع بعملها حتى لا ترغب بالرحيل. أتخيلها أحيانًا سيدة عجوز بشعر أبيض، مدفوعة في المبنى على كرسي متحرك، لكنها لم تزل تشرف بعناد على الجيل الرابع من الأيتام.
سرّحيها من فضلك قبل أن يحلّ ذلك اليوم!

*****************************************************

أظن أن موضوعًا مثيرًا مثلك أنت و جيرڤِس خطر على المجتمع. فأنتما تبدوان سعيدين و هادئين و ودودين حتى لتغريا المتفرجة العزلاء بالإندفاع و التشبث بأول رجل تلتقيه، و يكون دومًا الرجل الخطأ.